سورة يوسف - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجاؤوا على قميصه بدم كذب} قال: كان دم سخلة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بدم كذب} قال: كان ذلك الدم كذباً لم يكن دم يوسف، كان دم سخلة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: أخذوا ظبياً فذبحوه فلطخوا به القميص، فجعل يعقوب عليه السلام يقلب القميص فيقول: ما أرى أثر أثر ناب ولا ظفر، إن هذا السبع رحيم. فعرف أنهم كذبوه.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما {وجاؤوا على قميصه بدم كذب} قال: لما أتي يعقوب بقميص يوسف عليه السلام فلم ير فيه خرقاً، قال: كذبتم، لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: لما جيء بقميص يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام، جعل يقلبه فيرى أثر الدم ولا يرى فيه شقاً ولا خرقاً، فقال: يا بني، والله ما كنت أعهد الذئب حليماً إذا أكل ابني وأبقى قميصه.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال: ذبحوا جدياً ولطخوه بدمه، فلما نظر يعقوب إلى القميص صحيحاً، عرف أن القوم كذبوه فقال لهم: ان كان هذا الذئب لحليماً حيث رحم القميص ولم يرحم ابني.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: لما أتوا نبي الله يعقوب بقميصه قال: ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا خرق.
وأخرج ابو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني في أماليه، عن ربيعة رضي الله عنه قال: لما أتى يعقوب عليه السلام فقيل: إن يوسف عليه السلام أكله الذئب. دعا الذئب فقال: أكلت قرة عيني وثمرة فؤادي. قال: لم أفعل. قال: فمن أين جئت، ومن أين تريد؟ قال: جئت من أرض مصر، وأريد أرض جرجان. قال: فما يعنيك بها؟ قال: سمعت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبلك يقولون: من زار حميماً أو قريباً، كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة وحط عنه ألف سيئة يرفع له ألف درجة. فدعا بنيه فقال: اكتبوا هذا الحديث، فأبى أن يحدثهم. فقال: ما لك لا تحدثهم؟ فقال: إنهم عصاة.
وأخرج أبو الشيخ عن مبارك قال: سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام أنه يستاك، كلما أخرج السواك رأى عليه دماً. قال: اتق الله ولا تكذب. وقرأ {وجاؤوا على قميصه بدم كذب}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً} قال: أمرتكم أنفسكم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً} يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمراً {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} أي على ما تكذبون.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حيان بن أبي حيلة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {فصبر جميل} قال: لا شكوى فيه من بث ولم يصبر.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فصبر جميل} قال ليس فيه جزع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: الصبر الجميل، الذي ليس فيه شكوى إلا إلى الله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الثوري، عن بعض الصحابة قال: يقال ثلاثة من الصبر: أن لا تحدث بما يوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تركي نفسك.


{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال: جاءت سيارة فنزلت على الجب فأرسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف، فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاماً، لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه، فزهدوا فيه فباعوه، وكان بيعه حراماً وباعوه بدراهم معدودة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فأرسلوا واردهم} يقول: فأرسلوا رسولهم فأدلى دلوه، فتشبث الغلام بالدلو، فلما خرج قال: يا بشراي، هذا غلام تباشروا به حين استخرجوه وهي بئر بيت المقدس معلوم مكانها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق في قوله: {يا بشراي} قال: يا بشارة.
وأخرج ابن المنذر من طريق أبي عبيد قال: سمعت الكسائي يحدث عن حمزة عن الأعمش وأبي بكر، عن عاصم أنهما قرآ {يا بشرى} بإرسال الياء غير مضاف إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {يا بشرى} قال: كان اسم صاحبه بشرى. قال: يا بشرى، كما تقول يا زيد.
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي في قوله: {يا بشرى} قال كان اسمه بشرى.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأسروه بضاعة} يعني إخوة يوسف، أسروا شأنه وكتموا أن يكون أخاهم، وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله، إخوته، واختار البيع، فباعه إخوته بثمن بخس.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وأسروه بضاعة} قال: أسروا بيعه.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه {وأسروه بضاعة} قال: أسره التجار بعضهم من بعض.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأسروه بضاعة} قال: صاحب الدلو ومن معه، فقالوا: لأصحابهم: إنا استَبْضعناه خفية أن يستشركوكم فيه ان علموا به وأتبعهم إخوته، يقولون للمدلي وأصحابه: استوثقوا منه لا يأبقن، حتى وثقوه بمصر فقال: من يبتاعني ويستسر؟ فابتاعه الملك والملك مسلم.


{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وشروه} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشروه} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشروه} قال: بيع بينهما بثمن بخس. قال: حرام، لم يحل لهم بيعه ولا أكل ثمنه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {وشروه بثمن بخس} قال: هم السيارة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه {وشروه بثمن بخس} قال: باعوه بثمن حرام؛ كان بيعه حراماً وشراؤه حراماً.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وشروه بثمن بخس} قال: البخس، هو الظلم. وكان بيع يوسف عليه السلام وثمنه حراماً عليهم، وبيع بعشرين درهماً.
وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أنه قضى في اللقيط أنه حر {وشروه بثمن بخس}.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه، أنه كره الشراء والبيع للبدوي وتلا هذه الآية {وشروه بثمن بخس}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بثمن بخس} قال: البخس القليل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه قال: البخس، القليل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إنما اشتري يوسف عليه السلام بعشرين درهماً، وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلثمائة وتسعين إنساناً، رجالهم أنبياء، ونساؤهم صديقات، والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {دراهم معدودة} قال عشرون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {دراهم معدودة} قال: اثنان وعشرون درهماً لإخوة يوسف، أحد عشر رجلاً.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن نوف الشامي البكالي مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عطية رضي الله عنه في قوله: {دراهم معدودة} قال: عشرون درهماً، كانوا عشرة اقتسموا درهمين درهمين.
وأخرج أبو الشيخ، عن نعيم بن أبي هند {دراهم معدودة} قال: ثلاثون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عكرمة في قوله: {بثمن بخس} قال: البخس، القليل. {دراهم معدودة} قال: أربعون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {وكانوا فيه من الزاهدين} قال: إخوته، زهدوا فيه لم يعلموا بنبوّته ولا بمنزلته من الله ومكانه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8